لم يكن في اليوم ما يوحي بأنه سيبقى في الذاكرة.
غداء بسيط، حديث عادي،
وشخص عرفته مؤخرا.
كنا نتحدث عن أشياء صغيرة ..
عن العمل، عن الطعام، عن المدن التي نحلم بزيارتها يوما ما،
وعن التعب الذي يلتصق بنا مهما غيّرنا الأمكنة.

كان الجوّ هادئا..
سكت فجأة.
ثم قالها ببساطة:

“أشعر بسعادة غامرة.”

قالها دون أن ينظر إليّ.
صوته كان هادئا، لا يحمل دراما ولا ادعاء.

فقط صدقٌ خالص، من النوع الذي لا تحتاج لتصديقه لأنه يُصدّق نفسه.

في طريق العودة، ظل صوته يتردّد في رأسي:
“أشعر بسعادةٍ غامرة.”

كان المساء ساكنا على غير عادته،
لكن في داخلي ضوءٌ صغير لم أعرف مصدره.

أدركت بعدها أن بعض الناس لا يدخلون حياتنا ليغيّروها،
بل ليشعلوا فيها نورا خافتا،
يذكّرنا، بهدوء،
أننا ما زلنا نصلح للحياة.