كلنا نملكها. قائمة الرسائل التي كتبناها في الليل… ولم نرسلها في الصباح.

رسائل نائمة في ملاحظات الهاتف، في المسودات، في عقولنا، بعضها رسائل عتاب. رسائل تبدأ بـ “كنت أظنك تفهمني…” وتنتهي بلا توقيع.

وبعضها رسائل حب. كُتبت في لحظة ضعف، أو لحظة اشتياق .. وقررنا أنها لا تستحق أن تُرسل.

وهناك رسائل الشكر التي تأخرت كثيرا، والتي صارت محرجة لدرجة أن إرسالها الآن سيكون مثل أن تقول “كل عام وأنت بخير” في شهر نوفمبر.

وهناك رسالة الاستقالة… نكتبها حين لا يحتملنا المكتب .. فنصبّ غضبنا كأننا نُعدّها للتمثيل في فيلم درامي، ثم نحفظ الرسالة في مجلد اسمه “احتمال”.

وهناك الرسائل التي لا نكتبها أصلا، لأن مجرد التفكير فيها يجعلنا ندمع. فنؤجلها، ونختلق الأعذار، ونقول “لن أقول هذا الآن،”

قائمة الرسائل التي لم نرسلها، هي أكثر ما كتبناه صدقا.

لكنها ستظل هناك… كصندوق بريد، لا يحتاج إنترنت ولا إيصال.

ربما لا تحتاج أن تُرسَل… ربما كانت مجرد تدريب للنجاة. أو دفترا لكتابة مشاعر انتهت،

وهكذا، نبدأ يومنا أحيانا بقراءة إحدى تلك الرسائل، ثم نغلق دفتر الملاحظات، ونقول لأنفسنا: “نجونا… دون أن نُرسل شيئا.”