هناك لحظات في حياة كل إنسان يقرر فيها أن يوسّع آفاقه. البعض يجرّب رياضة جديدة، البعض يشتري دراجة هوائية… وأنا؟ خطرت لي فكرة أن أجرّب العمل كـ escort. لا تسألني كيف جاءت الفكرة … ربما لأن فاتورة الكهرباء وصلتني قبل الراتب، وربما لأنني اكتشفت أن موهبتي الحقيقية هي الاستماع للثرثرة بابتسامة صبورة.

المؤهلات الوظيفية

جلستُ أفكر: ماذا سأكتب في السيرة الذاتية؟

  • أستطيع أن أبتسم حتى لو كنتُ جائعا.
  • خبرة سنوات طويلة في مجال الاستماع لمشاكل الأصدقاء بلا مقابل.
  • مهارات عالية في قول جملة: “لا، صدقا تبدو رائعا” حتى لو كنتُ أفكر سرا بالعكس.

منطقيا، أنا مرشح مثالي.

في خيالي، تخيلت أن الحياة كـ escort تعني عطور باهظة، مطاعم راقية، وأحاديث عن الفن الفرنسي على ضوء الشموع. لكن مع قليل من التفكير، تبيّن أن الواقع أبسط بكثير:

  • ربما سيُطلب منك مرافقة رجل أعمال ممل… فقط ليستمع أحد إلى نكاته.
  • أو عجوز تدفع لك كي تمشي معها إلى السوق وتحمل كيس البطاطس.
  • أو، في أسوأ السيناريوهات، صاحب كلب مدلل يريدك أن تخرج للتنزه به بدلا عنه.

لكن الحقيقة سقطت علي مثل صخرة ثقيلة: أنا بالفعل كنتُ أمارس هذه المهنة… ومجانا ..

  • أرافق الأصدقاء في مواعيد مملة لا تخصني.
  • أصغي لشكاويهم كأنني مركز اتصالات يعمل 24/7.
  • أوزع وقتي ومشاعري كخدمة إنسانية بلا أي فاتورة ولا إكرامية.

الخلاصة

لم أحتج يوما أن أعمل escort لأعرف قيمة نفسي. لقد كنتُ واحدا بالفعل… لكن في النسخة الإنسانية الطيبة: أُعطي من وقتي وروحي بلا مقابل، وأخرج من كل “جلسة” بظهر متعب وجيب فارغ.

لذلك حين يسألني أحد: “هل جربت أن تكون escort؟” أجيبه بابتسامة مشوبة بالحزن: “نعم، لكنني كنت أغبى من أن أطلب أجرتي.”