كان يمكن أن أكتب كتابا بعنوان: “كيف تخسر مالك ووقتك في لقاءات المواعدة”. لكنه سيكون كتابا قصيرا جدا… أربع أو خمس صفحات فقط، بعدد المرات التي فعلتُ فيها ذلك في حياتي كلها.
تبدأ القصة دائما على نفس المنوال: رسائل إلكترونية متبادلة، كلمات ساحرة، صور مبهمة، وأمل كبير بأن الشخص خلف الشاشة هو نسخة بشرية من إعلان شوكولاتة سويسرية.
ثم أقوم، أنا بكل حسن نيّة، بما يقوم به أي مغفل رومانسي محترم:
- أشتري الشوكولاتة الفاخرة.
- أبحث عن وردة غير ذابلة.
- أحجز طاولة في مطعم فارغ تماما، كأنني أستعد لتمثيل مشهد من فيلم كلاسيكي.
ثم تأتي لحظة اللقاء. أدخل المكان بثقة رجل يعتقد أنه سيقابل الشخص المثالي. ثم أجلس… وأكتشف أن الحقيقة على أرض الواقع تشبه صورة الهوية بعد 10 سنوات: لا علاقة لها بالإعلان.
في كل مرة كنت أقول لنفسي: “هذه آخر مرة… لقد تعلمت الدرس”
لكن، يا للدهشة، كنت أكررها كطالب يكرر سنة أولى في الجامعة ولا يزال يشتري نفس الكتب. الآن، أنا في الأربعين من عمري، لا أصدق أنني كنت أفعل ذلك طوال حياتي تقريبا.
لقد كنتُ أستثمر في الورود والشوكولاتة والمطاعم الفارغة أكثر مما استثمرت في تطوير ذاتي. كنتُ أوزّع الكرم كأنني برنامج دعم حكومي، وأعود كل مرة بهدية صغيرة: درس جديد في الغباء الفاخر.