لم يكن في الأمر دراما، لم أكن أبكي على جسر “غالاتا تور” ولا أراقب المراكب كأنها تحمل الأجوبة. كنت فقط جالسا على طرف السرير في غرفة مستأجرة في أحد شوارع تقسيم، أحسب ما تبقّى في جيبي، وأعدّ عدد الأيام التي يمكن أن أعيشها دون أن أجوع.
كان الوقت ظهيرة رمادية، والهاتف أمامي مفتوح على إعلان صغير:
Man for man
generous pay
no drama
safe place
كان بإمكاني أن أكتب شيئا. أن أبيع شيئا. لم يكن الأمر عن الشهوة، ولا عن المال فقط، كان عن ذلك الشعور البائس حين تصبح “أنت” هو الشيء الوحيد القابل للبيع،
لأنك لم تعد تملك شيئا آخر. فكرت في جسدي كما لو كان حقيبة سفر: هل هو كافٍ؟ هل هو جميل؟ هل سيعجب أحدا؟
كنت قد قرأت مرة أن من يعملون في هذا الطريق لا يبدأون به شهوة، بل يبدأونه جوعا أو خذلانا أو سُخطا أو انتقاما من العالم. وأنا كنت أحمل الأربعة معا في حقيبة ظهر خفيفة.
لم أضغط “إرسال”. لكنني فكرت. وهذا هو الجزء الذي لا يحكيه الناس: أن تفكر فقط، أن تخطو عقلك نحو الحافة، هو جرح كافٍ ليجعلك لا تنظر إلى نفسي بالطريقة نفسها مجددا.
لم أكتب ردا على الإعلان. لكنني كنت هناك. كنتُ على الحافة.