لم يكن الأمر مخطّطا له.
لم أتمرّن على المشي أمام المرآة،
ولم أقم بتقليد أحد.
كل ما في الأمر أنني كنت أمشي… كما أريد.
كتفي مرفوع، ظهري مستقيم،
وخطوتي تقول: “أنا أعرف إلى أين أذهب، حتى لو لم أكن أعرف فعلا.”
لكن هذا وحده كان كافيا ليبدأ البعض بإطلاق اللقب:
“ها هي نعومي"
"أجي تشوف مشيتو”
وكانت الضحكات تأتي أحيانا خافتة، وأحيانا صريحة.
مزيج من السخرية والإعجاب المشوّه،
كأنهم لا يصدقون أن أحدا يمكن أن يمشي بثقة… من دون أن يطلب إذنهم.
كنت أسمع الألقاب تتكرر،
وأول مرّة شعرت بالانزعاج.
ثم، شيئا فشيئا، بدأت أحبّ الفكرة:
إن كانت النميمة حتمية، فلتكن على الأقل أنيقة.
وإن كان عليّ أن أُنتقد،
فليكن بسبب مشية تُشبه نعومي كامبل…
لا بسبب انحناءة ظهر أو خوف مزمن من نظرة عابر.
المضحك أنني كنت أمشي هكذا حتى وأنا لا أملك شيئا،
حتى حين كانت الأيام ضيقة، والجيب فارغ.
ومع ذلك… كنت أمشي كما لو أنني في عرض أزياء داخلي،
فقط أنا والطريق…
لا كاميرات، لا تصفيق، لا جمهور.
اليوم حين أسترجع تلك المشاهد،
أبتسم.
ربما كنت “نعومي” فعلا،
لكنني كنت نسخة تُشبهني:
أقل لمعانا، وأكثر تعبا،
لكن لا تقلّ كبرياء.