أستيقظ في الثامنة تماما. أول شيء أفعله هو ترتيب الفراش، كأنني أريد أن أُقنع نفسي أن الفوضى لم تبدأ بعد. أرشّ قليلا من العطر على السرير، أجمع ما تبقّى من معركة الليل مع الكوكيز واليوغورت، ثم أمرّ على المطبخ لأعيد الأشياء إلى مكانها. لا بطولة هنا… فقط محاولة بسيطة كي يبدو اليوم مرتبا أكثر مما هو عليه حقا.


بعدها أدخل الحمام. أستحمّ، ثم أتفقد المكان وكأنني المفتش العام للنظافة: المناشف مطوية، الأشياء في أماكنها، ولا قطرة ماء متروكة خلفي. التفاصيل الصغيرة هنا تهمّني أكثر من الاستحمام نفسه.


بعد ذلك، أحضّر فنجان قهوة سوداء وأجلس به أمام الحاسوب، قبل أي إفطار. أفتح البريد، أراجع التحديثات، وأهيئ نفسي للاجتماع المعتاد في العاشرة والنصف بتوقيت المغرب. القهوة هنا ليست رفاهية… بل جواز المرور إلى بقية اليوم.


الاجتماع لا يدوم أكثر من نصف ساعة، وغالبا أقل. بعدها أعود مسرعا إلى المطبخ، وهو في الحقيقة جزء من الصالة، فالبيت على الطراز الأمريكي المفتوح. أُحضّر فطوري: كوب حليب ساخن في المايكرويف (منذ اكتشفت هذه الطريقة ودّعت الكاسرول وحوادث فوران الحليب).
أضيف قطعة بسكويت أو خبز توست مع مربى وجبن، وأحيانا بيضة.

مؤخرا جرّبت البيض المسلوق في الماء مباشرة poach egg بلا زيت، بلا فوضى… فقط شكل أنيق وطعم ممتاز. هكذا أصل إلى أول وجبة حقيقية في اليوم.


بعدها أمرّ على الأواني التي غسلت بالأمس، أتأكد أنها جفّت وأعيدها إلى أماكنها. أُحضّر فنجان القهوة الثاني، وأفتح الحاسوب للعمل. أبقى على هذا النحو حتى المساء تقريبا. وجبة الغداء؟ غالبا ملغية. فهي لا تجلب لي إلا الكسل والنعاس، لذلك استبعدتها من القائمة منذ زمن.


مع حلول المساء أُحضّر أحيانا شايا مع خبز وزبدة، في انتظار العشاء. العشاء بالنسبة لي هو الوجبة الرئيسية، لا أتنازل عنها أبدا. هنا في شمال المغرب تغرب الشمس سريعا، والبرد بدأ يتسلل إلى المساء. اليوم مثلا حضرت وجبتي مبكرا، عند السادسة.
بعد الأكل أتصفح مقاطع تيك توك، وأحيانا أكتب تدوينات كهذه، لا وقت ثابت للكتابة؛ قد تكون في الصباح، أو في ساعة متأخرة من الليل.


أحيانا أضيف وجبة أخرى في الليل إذا باغتني الجوع: كالمعجنات أو أرز مسلوق مع الزبدة. بعدها تأتي اللمسة الأخيرة لليوم: كوب يوغورت مع البسكويت والشوكولاتة، ومعه كأس ماء.
أتناول ذلك وأنا على الفراش، بين مشاهدة التلفاز أو تقليب مقاطع تيك توك ويوتيوب، حتى يسقط الهاتف من يدي بلا وعي… وهناك يبدأ النوم يأخذني استعدادا ليوم جديد.