هناك بيوت لم نعد نعود إليها،
لكننا نحملها في ذاكرتنا كألم قديم: لا نراه، لكننا نشعر به حين تتغيّر الفصول.

بيوت كنّا نعرف فيها صوت الباب حين يُغلق،
ومكان كل خدش في الجدار،
ورائحة الصباح حين تمتزج برغيف الخبز.

بعض البيوت غادرناها باختيارنا،
بحثا عن حياة “أوسع”، أو لننجو من ضيق لم نعد نحتمله.

وبعض البيوت، غادرتنا هي…
تفكّكت، سُرقت، تآكلت.
صرنا نمرّ من أمامها ونخفض رؤوسنا قليلا،
لا حياء… بل لأن شيئا فينا يشعر أنه انكسر هناك،

ربما هناك بيت ما… في مكان ما ..
بيتٌ ما زال فيه ظلّ في الزاوية،
وكتاب على الرفّ لم يُكمَل،
وقميص قديم ينام في الدولاب،
وأمنية علقت في السقف ولم تتحقق.

اليوم، البيوت أطلال.
لكننا لا نبكي عليها،
بل على أنفسنا التي كانت ساذجة ولم تتعلم الحذر ..