لم أكن أقرع الأجراس،
كنت أقرع أبواب الناس.
بابا بعد آخر،
بحثا عن ملاذ، عن سقفٍ لا يتساقط فوقي، عن مكان أترك فيه حقيبتي قليلا وأتنفّس.

كنت أقدّم لهم يدي، وأحمل أثقالهم،
أساعدهم، أخدمهم، أرتب حياتهم كما لو كانت حياتي.

كنت أظن أن الامتنان سيصنع بيتا،
أن الخدمة ستصنع أخوّة،
أن الصدق سيحمي.

لكن في كل مرة،
بعد أن يطمئنوا إلى دفئي،
كانوا يغيّرون المفاتيح.

يغلقون الأبواب في وجهي،
ويتركونني في الخارج أبحث عن مكان آخر أطرق بابه.

ثم مع مرور الوقت، اكتشفت أنني مثل أحدب نوتردام:
أحمل الحب على ظهري كحدبة ثقيلة،
أقدّمه بيدين مشقوقتين من العمل،
ثم أعود إلى عتمة الكاتدرائية وحدي.

الفرق الوحيد بيني وبينه،
أن كوازيمودو، بطل الفيلم، كان يجد الكنيسة في انتظاره ليعود إليها ليلا.. أما أنا، فكنت أجد الشارع.
أمشي بين الناس وأنا أحمل موتي في صدري.

والأسوأ…
هو أن تعيش بين الآخرين وأنت تظنهم أهلك،
ثم تكتشف، عد فوات الأوان، أنك كنت مجرد غريب.
مرّ من هناك،
ساعدهم،
ثم غادر.