لم أكتب منشور وداع درامي.
لم أضع اقتباسات حزينة.
لم أهدد أحدا أنني سأرحل.

بل نهضتُ في صباح هادئ، جمعتُ أغراضي في حقيبة صغيرة، نظرتُ حولي مرة أخيرة… ثم خرجت.
لم تكن هناك مشاجرة. لم تُكسر أبواب، ولم أترك وراءي وصية.

كنت فقط قد وصلت إلى قناعة صامتة:
هذا المكان لم يعد مكاني.

رحلتُ كما يرحل الذين اكتفوا من الأمكنة التي لا تُشبههم…
رحلتُ لأنني لم أعد أريد البقاء ..

فقط… رحلت.
تذكرت آناذاك ما قاله أحمد خالد توفيق:

الذين يهددون بالرحيل يريدون فقط أن يُطلب منهم البقاء،
أما الذين يريدون الرحيل حقا، فهم يرحلون دون تهديد.