مرحبا يوسف ..
أعرف أن كلانا لن يقول كل ما يشعر به،
وأن بعض الأشياء التي سكنت بيننا،
من الأفضل ألّا تُقال، كي تظلّ نقية.
ما حدث لم يكن خطأ أحد،
بل نتيجة اختلاف العالمين اللذين جئنا منهما.
كان عليك أن تسير في طريقٍ يشبهك،
وكان عليّ أن أبتعد قبل أن أفقد الطريق الذي يشبهني.
لم يكن الإسباني السبب ..
أردت أن أبقى،
لكن البقاء هذه المرة كان يعني خيانة نفسي.
وكان سيتحوّل إلى تكرارٍ لتلك الحكاية القديمة التي لم أروِها لك أبدا …
حكاية صديقٍ عشت معه لسنوات،
عن صداقة استنزفت قلبي ..
وانتهت بشتيمة تخلد ..
وبوجعٍ لا يُشبهه وجعٌ.
لم أُرِد أن أراك تنطفئ في عيني كما انطفأت تلك الصداقة.
ولم أرد أن أعيش النهاية نفسها معك.
تأكد أنه لا أحد سيملأ مكانك ..
كنت جميلا في وجودك،
صادقا في حزنك،
وأنا أحببت ذلك …
أكثر مما اعترفت به لنفسي.
أحتفظ لك بأشياء لا تُقال،
وبتفاصيل صغيرة سأخبّئها جيدا في مكان لن يصله أحد سواي.
وإن التقينا مجددا …
سأبتسم لك كما يبتسم المسافر للمدينة التي أحبّها يوما،
وداعا، يوسف…
بامتنانٍ لا يصدأ،
وبحنين لن أفصح به لأحد.