بعد أسبوعٍ كامل في مدينة الصويرة، عدت إلى مراكش.
فقط لليلة واحدة قبل أن تقلع الطائرة غدا إلى الشمال.

والحقيقة؟ العودة إلى المدن القديمة تشبه لقاء صديقٍ سابق: لا تشتاق إليه، لكنك تودّ أن تعرف إن كان لا يزال غبيا كما تركته.

ذهبت أولا إلى الحلاق الذي كنت أرتاده عندما أقمت هنا.
الرجل لم يتغيّر. ابتسامته لم تتبدّل أيضا.

بعدها تجولت قليلا.
المقهى القديم أصبح مطعم سوشي، والشارع الذي كنت أعرفه صار يلمع أكثر من اللازم.

مررت بستارباكس، جلست أرتشف قهوتي، وأراقب المدينة كمن يشاهد إعلانا سياحيا طويلا يعرف نهايته.

مراكش جميلة، بلا شك… إذا زرتها زائرا فقط. يومان أو ثلاثة كحدٍّ أقصى، وبعدها تبدأ المدينة تهمس في أذنك: “انتهت المتعة، يمكنك المغادرة الآن.”

كنت سأشتري فوانيس وأقمشة وتماثيل لا معنى لها، لكن الوزن المسموح في الطائرة كان أصدق من رغبتي في التذكارات.

المدن مثل العطور القوية: نقطة واحدة تكفي، وإن أكثرت منها اختنقت.
وأنا الآن أشتم من مراكش آخر ما تبقّى من رائحتها… قبل أن أعود إلى شمالٍ أهدأ، وأنظف، وأكثر صدقًا.