في العشرينيات، كنتُ أتعامل مع اللقاءات العاطفية كأنها مناسبات وطنية:
أشتري شوكولاتة، أبحث عن وردة حمراء جميلة، وأحجز مطعما فارغا كأنني أعلن حالة الطوارئ في البلد.
كنتُ أظن أن كل هذا الجهد سيجعل العلاقة عظيمة،
الآن، بعد الأربعين، لا أصدّق أنني كنت أفعل ذلك.
اليوم لا يمكنني حرفيا أن أبذل أي جهد.
لا ورود، لا شوكولاتة، لا حجوزات فنادق أو مطاعم.
اللقاء صار شيئا عاديا جدا: قهوة سريعة في مقهى مزدحم، كل شخص يسدد فاتورته بنفسه، والسفر الوحيد الذي يحدث هو سفر التوقعات إلى أقرب مقبرة.
ما الذي تغيّر؟
التجربة، يا صديقي.
بعد سنوات من بذل الوقت والمال والنية الطيبة.
وأنك إن حجزت مطعما راقيا لشخص، فهذا لا يجعلك تبدو رومانسيا… بل يجعلك تبدو أحمقا.
منطق الأربعين
اليوم، أتعامل مع أي لقاء مثلما أتعامل مع مواعيد العمل:
- وقت محدد.
- مكان عادي.
- لا وعود وردية، ولا فواتير مشتركة.
العلاقات بعد الأربعين ليست امتحانا رومانسيا عليك أن تنجح فيه، بل مجرد مساحة قصيرة لتبادل الكلام… ثم العودة إلى حياتك من دون أن تجرّ معك خيبة أمل إضافية.
الخلاصة
الحب بعد الأربعين صار مثل القهوة السوداء: بسيط، مباشر، بلا إضافات.
ومن أراد المزيد، شوكولاتة، ورود، حجوزات، فليدفع هو ثمنها.