استيقظنا صباحا في الفندق،
جلسنا إلى المائدة، وأتى النادل بحركةٍ مسرحية تحمل مزيجا من الفخر والغموض، ووضع أمامنا طبقا مليئا بقطع البريوش، الخبز الفرنسي الشهير.

والدتي كانت تتحدث مع أختي عبر الهاتف بكل سكينة واطمئنان.
ثم قالت الجملة التي ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الأبد:

“جابو لينا بروشيت للفطور”

في تلك اللحظة، توقف النادل عن التنفس، وأنا توقفت عن الإيمان بالحياة.
“بروشيت؟”
همستُ لها محاولا إنقاذ الموقف:
— “ما… سميتو بريوش، ماشي بروشيت.”

النادل حاول التماسك، لكنه لم ينجح تماما،
رأيت زاوية فمه ترتجف وكأنها تحاول الفرار من وجهه لتضحك وحدها في المطبخ.

أما أنا، فجلست هناك، أحاول أن أبدو طبيعيا كما لو أني أرافق يوميا أشخاصا يطلبون الدجاج المشوي على الفطور.