ليست أغنية، بل لحظة نادرة بين صوتين يعرفان أين تنكسر الكلمة.
أصالة تغنّي كمن فقد شيئا ولا تريد استعادته.
ومروان يردّ كمن وجده بعد فوات الأوان.
كل شيء في الأغنية دافئ ومربك في الوقت ذاته:
اللحن بطيء كخطواتٍ على رصيف بعد المطر،
والكلمات تشبه مرايا لا تُظهر ملامحنا، بل ما خبّأناه خلفها.

ما يجعل الأغنية خالدة ليس لحنها ولا الكلمات…
بل الصدق الذي يتسرّب من الحنجرة إلى القلب.

كل صوت منهما يجرّ خلفه ماضيا ثقيلا
كأنهما لا يغنيان معا بل يعتذران، عن أشياء لم تُقل، وعن حبٍ لم يُعاش كما يجب.
حين تتوقف الموسيقى، لا ينتهي الغناء،
بل يبدأ الصمت الطويل..

في كل مرة أستمع فيها إلى هذه الأغنية،
أفكّر كم هو مؤلم أن يلتقي شخصان في لحظة نضجٍ متأخرة جدا،
حين يفهم كلٌ منهما الآخر بوضوحٍ قاتل…
لكن لا وقت للحب، ولا فرصة جديدة.

ربما كانت هذه الأغنية رسالة من كل الذين تأخروا قليلا عن أحبابهم،
الذين جلسوا في آخر الليل يسمعونها ويمسحون دمعة لا تخصّ أصالة ولا مروان،
بل تخصّهم هم…
الذين لم يكتبوا قصيدتهم بعد،
ولم يُغنِّ أحدٌ عنهم بعد.

https://www.youtube.com/watch?v=-Q5UDrA0Z6Q