كنت أقترب من الناس أكثر مما يجب،
أشاركهم التفاصيل الصغيرة،
أزورهم، أعيش بينهم، أساعدهم بما أستطيع،
كأنني أحاول أن أُقنع الحياة أن تمنحني فرصة ثانية للعائلة.
كنت أرى في كل أمّ أعرفها ملامح أمي التي أنهكها التعب،
وفي كل أب ظلّ أبي الذي لم يتعلّم أن يكون حنونا،
وفي كل صديق احتمال الأخ الذي لم أمتلكه يوما.
كنت أساعدهم بالمال، بالدعم، بالبناء، وبأشياء لا تذكر،
وفي داخلي كنت أقول لنفسي:
ربما هذه هي العائلة التي كنت أبحث عنها.
كنت أظن أن الحب إذا كان صادقا كفاية، فإنه يدوم.
لكن كلهم طردوني في النهاية
ظللت أبحث في نفسي عن الخطأ،
لكنني لم أجد سوى حسن النية.
وحين يكون الخطأ في النقاء،
يصعب جدا أن تصحّح نفسك.
آخرهم من ظننته الأقرب إلى قلبي،
كنت أظنه الأمان الذي تأخّر،
لكنه شتمني…
ثم غير المفتاح.
ومن يومها لم أعد أبحث عن بيوت بديلة،
ولا عن العائلة في وجوه الأصدقاء ..
كان ذلك تذكيرا أخيرا أن العائلة لا تُستعار.