البعض ظنّ أن ما حدث بيني وبين ذلك الصديق كان بسبب الحسد أو الغيرة،
حين عرف شخصا جديدا كنت أنا من رفضه من قبل.
والكثيرون فهموا أن الأمر لم يكن عن ذلك أبدا،
بل عن سقوط فكرة كنت أعيش عليها منذ سنوات:
أن ذلك الصديق لم يكن مجرد صديق،
بل البيت الذي لم أولد فيه.
والأخ الذي لم يُخلق لي.
كنت أرى فيه أشياء أكبر من الرفقة،
والامتداد الآمن لنفسي،
ثم في لحظة ..
شتمني، وغيّر مفتاح الباب.
تلك لم تكن مشاجرة بين صديقين.
كانت خيانة من العائلة التي اخترتها.
رأيت فيه صورة العائلة التي لم تحتضنني،
وعاشرته بصدق لا يفهمه من لم يعرف اليُتم الداخلي.
وحين غذر بي، لم يخن صداقة، بل نقضَ مفهوم الأمان.
ولهذا ظلّ الألم طويلا،
ليس لأن الموقف كان كبيرا،
بل لأن الجرح كان عميقا ..
الناس لا يفهمون هذا النوع من الألم.
كنت فقط أبحث عن بيت وعائلة،
فحلمت ألما قديما لا يُشفى،
ومضيت ..