عاد إليّ ذلك الشعور الثقيل الذي أعرفه جيدا.
ليس مفاجئا، لم يغب أصلا.
كان ينتظرني عند الباب، صبورا، يعرف أنني سأعود.
الناس يسمونه اكتئابا.
وأنا أسميه الحقيقة حين تخلع قناعها.
أعيش منذ سنوات بخطة رحيل مؤجلة exit plan.
كل شيء بداخلي مستعد للمغادرة،
إلا أن الواقع مربوط بخيوط لا يمكنني قطعها.
والدتي التي لم تعد ترى جيدا،
أبي الذي يجلس أغلب يومه في صمت،
وأخي الأصغر الذي لا يستطيع أن يعمل.
أرسل المال كل شهر،
أسدد الفواتير،
أتأكد أن كل شيء بخير حتى عندما لا أكون بخير.
أستدين حين ينقصني المال،
أُطمئنهم حين أحتاج من يُطمئنني.
أحيانا أنظر حولي وأفكر في الرحيل.
ثم أفكر في رسالة فان غوخ لأخيه ثيو، حين كتب له:
“أشعر وكأنني طائر في قفص، يراقب الطيور في الخارج تطير بحرية، بينما داخلي يعرف تماما أنه خُلق ليطير أيضا.”
تلك العبارة ليست تشبيها، إنها وصفي تماما.
أنا ذلك الطائر الذي يعرف أنه يستطيع الطيران، لكنه اختار البقاء لأن هناك من لا يستطيع المشي.
لكن ربما، في زاوية ما من هذا العالم،
ثمة نور صغير سيبقى ينتظرني
حين أجد الشجاعة لأطير.