قبل يومين،
استيقظت فجأة، وكنت مبللا تماما.
جلست في الظلام، أتحسس الغطاء بيدي،
كان دافئا، رطبا، ومهينا بطريقة يصعب وصفها.
عمري أربعون سنة.
ولم يحدث هذا لي من قبل، لا في الطفولة، ولا في أشد الأوقات مرضا.
لم أكن سكرانا، ولا خائفا، ولا غائبا عن الوعي.
كنت فقط نائما…
جلستُ على حافة السرير طويلا.
لم أتحرك.
لم أُشعل الضوء.
كنت أستمع فقط إلى صوت أنفاسي،
وأحاول أن أستوعب ما حدث.
الجسد الذي ظلّ لسنوات يتماسك،
قد تخلّى عني أخيرا، في صمت كامل.
شعرت بإهانة غريبة.
بقيت جالسا حتى بدأ ضوء النهار يتسرّب من النافذة.
رأيت الرطوبة تمتد على السرير كندبةٍ باردة.
لم أبكِ.
لكن الألم كان مضاعفا…
لأنني أعلم أنني لا أعاني من أي مرض،
ولم يحدث لي ذلك حتى عندما خضتُ حروبا ونجوت منها،
ولا حين كنت طريح الفراش، أقاوم الحمى لأيام.
في لحظة صدق نادرة،
فكرت أن أخبر والدتي،
كانت في الصالة المجاورة،
كدتُ أن أناديها…
ثم تراجعت.
نهضت، غسلتُ الفراش، أعدتُ ترتيب الغطاء،
وجلست على الكرسي أنظر من النافذة.
لم يبقَ أثر للبلل،
لكن الشعور بالهزيمة ظلّ في المكان، مثل رائحة لا تزول.