تلقّيت رسائل كثيرة بعد تدويناتي الأخيرة.
البعض كتب لي لأول مرة،
قالوا إنهم لم يعتادوا أن يقرؤوا مواضيع بتلك العتمة.
بعضهم خاف، وبعضهم تعاطف،
وبعضهم سأل ببساطة: لماذا؟
الحقيقة أن الأمر ليس جديدا.
إنه قديم جدا…
بدأ حينما كنت صغيرا، في لحظة لا أعرف سببها،
كأن وحيا نزل فجأة وقال لي:
“هذه الحياة عبثية.”
منذ ذلك اليوم، لم أعد أراها كما يراها الآخرون.
لم أستطع أن أؤمن بالقصص البسيطة:
أننا نولد، نأكل، نعمل، نتزوج، نُنجب، نموت.
كنت أشعر أن هناك شيئا ناقصا،
شيئا كبيرا، خفيا، يُشعرك أن العالم مصمم على عبث مذهل.
أريد أن أعيش حياة لها مغزى، لها معنى.
قصةٌ يمكنني أن أرويها لنفسي وأصدقها،
لكنني لا أستطيع التكيّف مع فكرة العبثية،
ولا أستطيع خداع نفسي بأن كل هذا كاف.
هناك في داخلي توقٌ مستمر،
توقٌ نحو حريةٍ لا أعرف شكلها،
نحو عالمٍ آخر،
أوسع، أصدق،
حتى لو كان هو العدم نفسه.
ما زلت أؤمن أن في نهاية الإدراك المؤلم هذا،
ربما تنتظرنا حريةٌ كبرى،
حتى لو كانت اسمها: العدم.