في الأيام الأخيرة بدأت ألاحظ شيئا جديدا في رسائل الشاب التطواني.
ليس تغييرا واضحا، ولا اعترافا صريحا…
بل تلك الطريقة التي يتكلم بها شخص يحاول الاقتراب،
ثم يخاف من خطواته الأولى.
يكتب لي أحيانا جملة صغيرة،
بسيطة، تبدو عابرة،
لكنها تترك أثرا أطول مما تستحق:
“هل يمكن أن نتبادل قبلة بريئة؟”
لا يسألها كطلب،
ولا يقولها بثقة شخص يعرف ما يريد،
بل يكتبها كما يكتب طفل ملاحظة في آخر الصفحة
ويأمل ألا يُفهم خطأ.
ثم يعود بعدها بساعات ليكتب شيئا آخر،
وكأنه يخاف من نفسه أكثر مما يخاف مني:
“أخاف أن أخسرك إذا ضعفتُ في لحظة…
أخاف أن تتغير نظرتك لي.”
حتى الآن، لم نتحدث عن أي لقاء جسدي.
لا بشكل مباشر، ولا حتى بنصف جملة.
لكن السطح بدأ يتصدّع،
والأشياء التي لا نقولها بدأت تتقدّم خطوة إلى الأمام.
ليست الرغبة هي المشكلة.
ولا الفضول.
ولا حتى المسافة التي نحاول ألا نكسرها.
المسألة أعمق من ذلك:
هناك شيء يحدث بيننا…
شيء هادئ،
لا يريد أن يصبح اعترافا،
ولا يريد أن يظلّ صمتا.
شيء يشبه يدا تقترب من الأخرى
لكنها لا تلمسها،
وكلما كتب لي جملة جديدة،
أشعر أن الصداقة تمشي وحدها،
بدون اتفاق،
وبلا خارطة،
حتى الآن لم أقل له “نعم”،
ولا “لا”.
تركت الجملة معلّقة.
ولم أفتح الباب،
لكنني لم أغلقه أيضا.