لم يكن في اللقاء أيّ خطة مسبقة.
فقط مساء عادي، ورسالة قصيرة منه تقول: “وصلت.”
فتحت الباب، ورأيت الشاب يقف هناك كما هو…
هادئ، ثابت، لم يكن في عينيه شيء مبالغ فيه، فقط رغبة واضحة لا تحتاج إلى شرح.
دخلنا دون كلام.
جلسنا قليلا، لكنه لم ينتظر طويلا.
اقترب، جلس بجانبي، قريبا جدا، حتى شعرت بحرارة كتفه تلامس ذراعي.
لم يكن هناك ارتباك، ولا محاولة لتجميل اللحظة.
التفت إليّ ببطء، نظرة قصيرة، مباشرة، ثم اقترب أكثر.
لم تكن القبلة الأولى سريعة أو سينمائية؛ كانت حقيقية…
فيها نفس دافئ، وقرب صادق، ورغبة لا تخجل من نفسها.
قبلات ثابتة، واضحة، ليست عنفا ولا لعبا… بل حاجة بسيطة بين شخصين يعرفان ما يحدث دون أن يتفقا عليه.
يده لم تتحرك كثيرا في البداية. كانت تمر على ظهري بطريقة طبيعية، كأنها تتحقق من وجودي فقط، ثم ترتفع نحوي ببطء محسوب… واقعي، مفهوم، غير مسرحي.
لم يكن هناك جنس بيننا، لم نتخطّ الحدود، لأن حرارة اللحظة لم تكن بحاجة إلى ذلك أصلا.
المداعبات التي حدثت كانت من النوع الذي لا يقوم على التمثيل، ولا على الاستعراض، بل على إحساس مباشر.
لمس بسيط فوق الملابس. أنفاس متداخلة، قبلات تتوقف وتعود، وجسد يقترب من الآخر بطريقة طبيعية، بلا مشاهد مصطنعة، بلا تقنيات، بلا أدوار.
لم يكن الأمر “ليلة مثالية”، ولا لحظة خيالية… بل لحظة واقعية جدا.
مجرد مداعبات صادقة… واضحة….
وحين توقّفنا، لم يكن هناك خجل، ولا تبرير، ولا تعليق زائد.
جلسنا قليلا، نتنفس، نضحك ضحكة صغيرة هادئة، كأنّ ما حدث كان طبيعيا مثل الحديث.
وفي نظرة قصيرة منه قبل أن يغادر، فهمت تماما أن ما حدث تلك الليلة لم يكن “كاملًا”…
ومع ذلك، كان أكثر من كاف.